سام الحضارة والتاريخ

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتدى سام الحضارة والتاريخ

لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سام الحضارة والتاريخ

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتدى سام الحضارة والتاريخ

لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.

سام الحضارة والتاريخ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سام الحضارة والتاريخ منتديات آل الصيح منتديات اجتماعية ثقافية متنوعة

سام الحضارة والتاريخ منتديات آل الصيح منتديات اجتماعية ثقافية متنوعة

    المقداد بن عمرو

    malk_alkab
    malk_alkab
    نائب المدير
    نائب المدير


    الدوله : اليمن
    عدد المساهمات : 90
    تاريخ التسجيل : 03/03/2011
    العمر : 38
    ذكر

    المقداد بن عمرو Empty المقداد بن عمرو

    مُساهمة من طرف malk_alkab الأربعاء مارس 16, 2011 11:08 am



    المقداد بن عمرو



    وأقبل الشيخ أبو معبد .. وهو يحمل لأصحابه حديث (بدر) ، وبدأ حديثه بصوته الهادئ الرزين، وأسلوبه الجميل الجذاب ، يشد المستمعين إليه، قال :

    أيها المسلمون: هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها

    وبهذه الفقرة القصيرة ، استنفر رسول الله الناس على أبي سفيبان - زعيم المشركين - وهو عائد بتجارته من الشام

    فقد كفى ما عاناه المسلمون من قريش، وعنتها وبغيها وظلمها ولماذا يبقى المسلمون في تلكؤ، وقد أصبحت من القوة بما يمكنها من مقابلة المشركين، بعد أن ذاقوا منهم الويلات واضطروا إلى هجر مكة، والإقامة بالمدينة

    والرسول عليه الصلاة و السلام لم يقم يعمل سلبي تجاه قريش وأحقادها - طيلة هذه المدة - إلا لأنه لم يلمس في أصحابه العدة والعدد لمقابلة القوم فكان موقف الدفاع. أما وقد رأى فيهم بعض الإمكانية، فلماذا لا يحرك النفوس، ويمرنهم للهجوم

    وكانت خير مناسبة هي اعتراض قافلة أبي سفيان، وهي بتجارة قريش بؤوب من الشام، اشترك فيها أهل مكة جميعهم بحيث لم يبق رجل ولا امرأة استطاعوا أن يسهموا في هذه القافلة إلا فعلوا، حتى قدرت بخسين ألف دينار

    ولهذا فقد خف الكثير من المسلمين عند أمر النبي لهم بنهب القافلة كما تثاقل جماعة عن الخروج تحسباً للمشاكل التي تستتبعها

    يا أبا الحارث : اسمعت نداء الرسول، وهو أنت ملبيه ؟

    نعم يا أبا معبد

    جزاك الله خيراً يا أبا الحاريث

    وكان المقداد بن عمرو البهراني، أو المقداد بن الأسود، أبو عبد الله، يهمه كثيراً أمر صاحبه أبي الحارث بن عتبة غزوان، فقد كانا مسلمين يتكتمان بإسلامهما في مكة، ولم يتمكنا من التظاهر في الهجرة مع المهاجرين، وبقيا ينتظران الفرصة المناسبة

    وأعلن المشركون أن جيشاً بقيادة( عكرمة بن أبي جهل ) يتوجه لغزو محمد، وفي عشية اليوم يزحف القوم.. وقصد عتبة صاحبه المقداد

    يا أبا معبد، مناسبة رائعة لو نخرج معهم، وعندما نصل إلى جيش المسلمين ننحاز لهم

    نعم الرأي ما تقول.. وانظما إلى الجيش الزاحف

    وبلغ رسول الله نبأ هذا الزحف، فأرسل سرية من السملمين يتراوح عددها بين الستين، والثمانين نفر وكلهم من المهاجرين وليس فيهم من الأنصار أحد، وأمر عليهم عبيد بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف

    وسار المسلمون حتى بلغوا ماء في (اسفل ثنية المرة)، ولم تقع بينهما حرب إذ انتهت باتفاق، وانصرف المشركون عائدين إلى مكة

    وكانت اللحظة الحاسمة بالنسبة للمقداد وعتبة، فلم يكد ينشغل جيش العدو بامر عودته، حتى فر المقداد وصاحبه إلى المسلمين

    واستقبلهما المسلمون بكل ترحاب، وعند عودتهم إلى المدينة رحب الرسول بالمقداد فقد كان من أصحابه الأوائل

    واستمر المقداد بصلته، فلم يكن جديد عهد بالإسلام فهو سابع رجل آمن بالدعوة، وكان يروي الرسول أن الله أمر بحب أربعة: علي وسلمان وأبي ذر والمقداد ، ولهذا عندما وصل إلى المدينة ، كان أحد المقربين إلى رسول الله، والملازمين له وكان المقداد من المتحمسين - بعد أن وصل الى المدينة - لنهب قافلة قريش، وخاصة أن الرسول (عليه الصلاة و السلام) يريد ذلك.. ولم يخف على أبي سفيان، وهو في طريقه إلى مكة، أن رسول الله استنصر أصحابه على قافلته، فأرسل رسولاً عاجلاً إلى قريش يوقفهم على النبأ، وعلمه كيف يثيرهم

    ودخل رسول الله مكة، وقد قطع أذني بعيره، وجدع أنفه وحول رحله، ووقف هو عليه، وقد شق قميصه من قُبل ودُبر وهو يصيح

    يا معشر قريش! اللطيمة اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان وقد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى تدركوها. الغوث الغوث

    وهز هذا الصياح أرجاء مكة، ووقف الناس كلهم على أهبة الاستعداد، لا بغضاً بمحمد، ولا حباً لأبي سفيان، إنما لكل منهم نصيب في هذه العير

    وهذا لم يمنع أبا جهل، وعقبة بن أبي معيط أن يأتيا إلى المسجد وبيد عقبة مجمرة فيها بخور، وبيد ابي جهل مكحلة ومرودن وهما يتنقلان بين المتقاعسين من الخروج لنصرة عير ابي سفيان، يقولان للجالسين

    استجمر فإنما أنت من النساء، أو اكتحل فإنما أنت امرأة

    وتحشدت قريش استعداداً للزحف، ودار في كل بيت حديث لهم. إنها المرة الأولى، فلوتم لمحمد ما أراد لم تبق لقريش مهابة بعدها

    إن قريش وغير قريش من الذين ضاقوا ذرعاً بهذه الدعوة الفتية، كانوا يخشون هذا اليوم، الذي كانوا يحسبون له كل الحساب

    فهذا محمد الذي تحدثوا عن دعوته كلما جان على لسانهم من بذيء القول وخشن الكلام، وصبوا على اتباعه وأصحابه كل ما في طاقتهم من التعذيب، والتعسف، وإذا بالأيام تدور، وتصبح له القابلية على مقابلتها، ويعتزم مهاجمة عيرها

    وتصل أخبار قريش إلى الرسول تباعاً، وهو بالمدينة يتأهب للخروج، ويجمع أصحابه في رحبة المسجد، ليخبرهم بتصميمه على الغزو، ويطلب رأي المهاجرين، وإذا ضعفُت نفوس وتخوفت أخرى بعد ان بلغهم أن قريشاً زحفت بصناديدها وقف المقداد وسط الجمع وبكل جرأة يقول: يا رسول الله، إمض لما أمرك الله فنحن معك، والله لا نقول لك، كما قالت بنو إسرائيل لموسى: { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون }، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجادنا معك، وقاتلنا من بين يديك، ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك

    فقال له رسول الله(صلى الله عليه وسلم): خيراً ودعا له، وأشرق وجهه وسرة، وأعجبه

    قال ابن مسعود : تمنيت هذا الموقف من المقداد أن يكون لي هو أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.

    ثم التفت النبي للأنصار، وقال: أشيروا علي أيها الناس

    قال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله

    قال النبي : أجل

    قال : فقد آمنا بك، وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامضٍ يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً إنا لُصبر في الحرب، صُدق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله ، وما أن أتم سعد كلامه حتى هللت امرأة من الطرف الآخر وهي تقول: مرحباً بك يا سيدنا لا فض الله فاك

    والتفت القوم كلهم إليها، وبدت عليهم الفرحة، هذه هي النساء والرجال تشد أزر رسولها في عزيمته، والبشر تطفح على وجوههم، والإيمان يقوى نفوسهم، ويدور همس بين القوم من المستبشرة؟ إنها (أم عمارة) يا رسول الله، ومعها لمة من نساء الأنصار يعرضن أنفسهن للنصرة

    جزاهن الله خيراً فليرجعن إلى أخبيتهن، ففي الرجال الكفاية. لقد اندفع أصحاب النبي إلى الاستعداد، فقد بلغ الأمر أن يتنازع الأب والابن على الخروج، يقول القائلون:

    تنازع سعد بن خيثمة مع أبيه ايهما يبقى مع النساء، فقال سعد لأبيه : إنه لو كان غير الجنة آثرتك به، إني لارجو الشهادة في وجهي هذا، فقال خيثمة: آثرني وقر مع نسائك، فأبى سعد، فقال خيثمة:

    إنه لا بد لأحدنا من أن يقيم، فأسهما، فخرج سهم سعد، فقتل ببدر

    ويتحدث المتحدثون - أيضاً - : أن عمير بن أبي وقاص كان صغيراً، فأخذ يتوارى عندما استعرض رسول الله أصحابه فقيل له: لماذا تعمل هكذا يا عمير؟ فقال: أخاف أن يراني رسول الله فيستصغرني، فيردني، وأنا احب الخروج، لعل الله يرزقني الشهادة، فعرض على رسول الله فاستصغره فقال له: ارجع، فبكى عمير، فأجازه. وكان يقصر له حمائل سيفه لصغره، فقتل ببدر وهو ابن ست عشر سنة.

    وأعلن رسول الله ساعة الرحيل في صباح لم تشرق فيه الشمس بعد من أيام رمضان في السنة الثانية للهجرة، وعددهم لم يتجاوز الثلاثمائة وخمسة أشخاص.

    قد ملكوا من الإبل سبعين بعيراً، وكانوا يتعاقبونها، حتى رسول الله، فقد أردف خلفه علي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة وذكر أن المقداد كان فارساً

    وكانت راية المهاجرين بيد علي بن أبي طالب، وراية الأنصار - من الأوس والخزرج - مع سعد بن معاذ

    وبعد قليل صاح رسول الله بأعلى صوته:

    سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم

    وعلى جانبي الطريق وقفت نساء المهاجرين والأنصار يودعن الركب الراحل بقلوب مفعمة بالإيمان والإجلال، وزغردات تبشر بالنصر والمجد

    ولم تمضِ أيام حتى تقابل الطرفان يستقبلان الحرب ورفع رسول الله يديه إلى السماء قائلاً

    (اللهم إنك أنزلت علي الكتاب، وأمرتني بالقتال، ووعدتني إحدى الطائفتين وأنت لا تخلف الميعاد، اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها، تخاذل وتكذب رسولك. الله نصرك الذي وعدتني به).

    ودارت رحى الحرب سجالاً يجول إمام المسلمين علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب وغيرهما من أبطال المسلمين الأشاوس يكشفون الغبرة عن جه المسلمين، ويجندلون الأبطال من المشركين، وكانوا يكرون على الأعداء وعلي يصيح، وهو يضرب بطلاً من أبطالهم، خذها وأنا ابن أبي طالب، فيجيبه حمزة، وهو يشد على الفارس منهم ويجندله، ويصيح: خذها وأنا ابن عبد المطلب، وهكذا بقية المغاوير

    وما هي إلا فترة من الزمن حتى وضعت الحرب أوزارها وانتصر المسلمون ولاقى من المشركين حتفه كل من أبي جهل وأمية بن خلف، وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة، وغيرهم من قادة المشركين.

    وانهزمت قريش هزيمة، حتى نقل عن عبد الله بن عمرو بن أمية قال: أخبرني من انكشف من قريش يومئذ منهزماً وأنه ليقول في نفسه: ما رأيت مثل هذا فر منه إلا النساء.

    وقال آخر: شهدت مع المشركين بدراً، وإني لأنظر إلى قلة أصحاب محمد في عيني، وكثرة من معنا من الخيل والرجل فانهزمت فيمن انهزمت فلقد رايتني، وإني لأنظر إلى المشركين في كل وجه، وإني لأقول في نفسي ما رأيت مثل هذا الأمر فر منه إلا النساء...

    وطوت المعركة أنفاس عتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة وأبي جهل، وأمية بن خلف وأمثال هؤلاء الطواغيت

    ولكن أبا سفيان لم يخمد، وهو رأس الفتنة، وزعيمهم

    وجن الليل، وقد هدأـ الأنفاس المتعبة من ثقل الحرب وهومت العيون، التي أرهقت من يوم عسير الحركة، دامي الوجه… فخرج رسول الله، ومن خلفه من أصحابه يحرسونه منهم {{علي، والمقداد}}، ووقف على البئر - الذي أمر فطرح به جثث المشركين - وقال

    {يا أهل القليب، يا عُتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل،ثم أتيى بأسماء بعض من كان منهم في القليب ـ : هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً.. يا أهل القليب، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني، وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً؟

    فقال المسلمون: يا رسول الله، أتنادي قوماً قد أجيفوا قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني

    وعاد المسلمون إلى المدينة والنصر يرفرف عليهم، ولكن الأيام لم تدع المسلمين في راحة. فقريش لم تنم على ضيم، وبقيت تلاحق النبي كلما ساعدتها ظروفها من غزوة إلى أخرى، والمقداد الذي أخلص لنبيه، وآمن بدعوته، كان لساناً صادقاً له، وسيفاً مخلصاً في وجه أعدائه، لم تمنعه ما منعة عن مصاحبة نبيه في غزواته ولا تقاعس عن نصرته لحظة ما

    وآخي رسول الله بين المقداد، وبين عبدالله بن رواحة وقيل بينهوبين أبي ذر الغفاري

    وكان موقفه المشرف يتجلى مع سيدي ومولاي علي بن أبي طالب بعد وفاة الرسول، فقد وفى له، يخوض غمار الموت دونه، ويدفع عنه الأخطار ما استطاع، وشهد فتح مصر ولم يتخلف عن واجبه الديني، فهو جندي في ساحة الميدان، وموجه في مضمار الدعوة وأمين على الرسالة يوم تزعزع الناس

    رحم الله المقداد، فقد كان من الضلاء النجباء، الكبار الأخيار من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ممن رعاهم بعنايته، حتى روي عنه أنه قال أكثر من مرة

    { أمرني ربي بحب أربعة، وأخبرني أنه سبحانه يحبهم وهم: علي، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان}

    وفي عام 33 لبي نداء ربه في أرضه بالجرف، وحمل إلى لمدينة فدفن بها وكان ابن سبعين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 8:59 am