الانسان والتغيير
عبد الحميد أحمد الصيح- المدير العام
الدوله : اليمن
عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 1
الانسان والتغيير
عبد الحميد أحمد الصيح- المدير العام
الدوله : اليمن
عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 2
رد: الانسان والتغيير
عبد الحميد أحمد الصيح- المدير العام
الدوله : اليمن
عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
العمر : 34
المزاج : رايق
- مساهمة رقم 3
رد: الانسان والتغيير
المقدمة
لقد خرج الشباب العربي إلى الشارع في ظاهرة لم يسبق لها التاريخ بمثيل في حياة العرب، فالمتعارف عليه أن النخب وخاصة بعد ظهور الأحزاب هي من كانت تخرج الشارع العربي، وما كان له أن يخرج لأكثر من المطالبة بلقمة العيش، وما كان له أن يبيت في الساحات حتى لليلة واحدة، لكنه في هذه المرة خرج منفرداً، وعنده العزيمة والإرادة للمضي قدماً بكل رباط جأش وإيمان راسخ لبلوغ مطالبه التي امتدت إلى ما هو أبعد من لقمة العيش.
ويمكن القول بأن مطالب الشباب: قد تمحورت حول الإصلاحات في بادئ الأمر، ثم تحول الأمر إلى ثورة، وأخذت مطالبهم في التصاعد, وانتهى بهم المطاف إلى الاعتصام في الساحات حتى تتحقق, وكان من أبرزها إسقاط الأنظمة, محاسبة ومعاقبة الرموز, الإصرار على ترحيل الحكام.
وقد تصدرت الدولة المدنية قائمة مطالب الشباب, والشيء الذي يجب الوقوف عليه أنها تحظى بتأييد واسع في الوسط الأكاديمي, وجمهور المثقفين, والأحزاب التي لا تلتقي مع الجماعات الدينية فكرياً, فهم يرون بأنها دولة القانون والنظام المؤسسي, وأنها المخرج من طاغوت الموروث الذي أثقل كاهل الأمة وساهم في تخلفها في كل مناح الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وفي المقابل تلقى معارضةً شديدةً في أوساط الجماعات الدينية من وجهة نظر عقائدية, مع أن الكثير من أئمتهم أجازوا خروج الشباب على الحكام, وتحفظوا على الموروث من منطلق أن دولة الإسلام قامت عليه, مع اختلاف وجهات النظر ما بين شيعة ما زالوا يؤمنون بحق آل البيت ألحصري في الخلافة وينتظرون المهدي, وسنة لا يؤمنون إلا بعقد البيعة من قبل أهل الحل والعقد وحصر الأمر فيهم.
وبينما ثورات شباب الربيع العربي تشق طريقها في تونس ومصر كنت في حيرة شديدة مما يحدث خاصة بعد انطلاق ثورة الشباب في اليمن, فمثل تلك الظاهرة لم تكن مألوفة في بلاد العرب, بل إن هناك من الجماعات الدينية تعتبر الخروج على الوالي شق لعصىا الطاعة, ومنهم من بلغ بهم الحال إلى القول: طاعة الوالي من طاعة الله ورسوله حتى وإن أخذ مالك وجلد ظهرك.
وفي الأسبوع الثاني من انطلاق ثورة الشباب في اليمن تواصلت مع قيادة الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية, وطلب مني الالتحاق بمركز القيادة كوني احد مرؤسيها, وفي 21 مارس2011م فوجئنا بإعلان انضمام القيادة باسم منتسبي الفرقة والمنطقة لحماية ثورة الشباب, ولا أخفي أني وغيري كُثر صدمنا بذلك القرار, فنحن في الأصل كنا ضد التوريث الذي ظهر في حياة زعماء العرب أخيراً, بل إن البعض منهم شارك في الثورات التي قامت في العصر الحديث على التوريث وكان بالنسبة لهم يعتبر شيء من كهنوت الماضي.
والامتحان الأصعب.. أن العلماء في اليمن قد اختلفوا حول مشروعية خروج الشباب ومشروعية مطالبهم, فوجدت نفسي مرغماً على بحث الأمر من منظور عقائدي, ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى تبيّنت بأننا قد ابتعدنا عن قيم الإسلام السمحاء, وأن العلماء بشر قد يحيدون عن جادة الحق, وأن خروج الشباب كان نتاجاً لتسلط الأنظمة المفرط على ثروات الشعوب ومعايشهم, وبشيء من المحسوبية التي أدّت إلى تفشي ظاهرة البطالة واتساع رقعة الفقر.
ومن حينها بدأت أمد جسور العلاقة مع كثير من الشباب الناشطين, ومشايخ العلم المعتدلين, والقامات الثقافية والأكاديمية الوطنية من مختلف المشارب والتخصصات للاستفادة من أفكارهم النيرة, ومن أولئك الأعلام كُثر من حثّ على إخراج ما أحمل من أفكار في بحث منهجي لعلّ الناس ينتفعوا به, ومنهم من كان يزورنا بين الحين والآخر للإطلاع وإبداء الرأي, ومنهم من جنّد نفسه ووقته وساهم وثابر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً حتى تم كتابة السطور الأخيرة من إخراجه.
وقد عملنا في دراستنا على بحث مشروعية خروج الشباب ومشروعية مطالبهم, وأين الحق من كل ما يدعونا إليه أئمة تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى, وساسة كلٌ عينه على الآخر يتربصون ببعضهم البعض الدوائر..؟!, كما عرّجنا على أهل الكتاب من يهود ونصارى نظراً لأننا وإياهم نلتقي على كلمة لا إله إلّا الله والإسلام ديناً, مع الأخذ في الاعتبار بأننا قد التزمنا بالمنظور المنهجي معتمدين على شِرعَة ومنهاج الإسلام، ومنهجية ثورته الإنسانية الربانية في التغيير كدين ودولة.
ويمكن القول بأن مطالب الشباب: قد تمحورت حول الإصلاحات في بادئ الأمر، ثم تحول الأمر إلى ثورة، وأخذت مطالبهم في التصاعد, وانتهى بهم المطاف إلى الاعتصام في الساحات حتى تتحقق, وكان من أبرزها إسقاط الأنظمة, محاسبة ومعاقبة الرموز, الإصرار على ترحيل الحكام.
وقد تصدرت الدولة المدنية قائمة مطالب الشباب, والشيء الذي يجب الوقوف عليه أنها تحظى بتأييد واسع في الوسط الأكاديمي, وجمهور المثقفين, والأحزاب التي لا تلتقي مع الجماعات الدينية فكرياً, فهم يرون بأنها دولة القانون والنظام المؤسسي, وأنها المخرج من طاغوت الموروث الذي أثقل كاهل الأمة وساهم في تخلفها في كل مناح الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وفي المقابل تلقى معارضةً شديدةً في أوساط الجماعات الدينية من وجهة نظر عقائدية, مع أن الكثير من أئمتهم أجازوا خروج الشباب على الحكام, وتحفظوا على الموروث من منطلق أن دولة الإسلام قامت عليه, مع اختلاف وجهات النظر ما بين شيعة ما زالوا يؤمنون بحق آل البيت ألحصري في الخلافة وينتظرون المهدي, وسنة لا يؤمنون إلا بعقد البيعة من قبل أهل الحل والعقد وحصر الأمر فيهم.
وبينما ثورات شباب الربيع العربي تشق طريقها في تونس ومصر كنت في حيرة شديدة مما يحدث خاصة بعد انطلاق ثورة الشباب في اليمن, فمثل تلك الظاهرة لم تكن مألوفة في بلاد العرب, بل إن هناك من الجماعات الدينية تعتبر الخروج على الوالي شق لعصىا الطاعة, ومنهم من بلغ بهم الحال إلى القول: طاعة الوالي من طاعة الله ورسوله حتى وإن أخذ مالك وجلد ظهرك.
وفي الأسبوع الثاني من انطلاق ثورة الشباب في اليمن تواصلت مع قيادة الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية, وطلب مني الالتحاق بمركز القيادة كوني احد مرؤسيها, وفي 21 مارس2011م فوجئنا بإعلان انضمام القيادة باسم منتسبي الفرقة والمنطقة لحماية ثورة الشباب, ولا أخفي أني وغيري كُثر صدمنا بذلك القرار, فنحن في الأصل كنا ضد التوريث الذي ظهر في حياة زعماء العرب أخيراً, بل إن البعض منهم شارك في الثورات التي قامت في العصر الحديث على التوريث وكان بالنسبة لهم يعتبر شيء من كهنوت الماضي.
والامتحان الأصعب.. أن العلماء في اليمن قد اختلفوا حول مشروعية خروج الشباب ومشروعية مطالبهم, فوجدت نفسي مرغماً على بحث الأمر من منظور عقائدي, ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى تبيّنت بأننا قد ابتعدنا عن قيم الإسلام السمحاء, وأن العلماء بشر قد يحيدون عن جادة الحق, وأن خروج الشباب كان نتاجاً لتسلط الأنظمة المفرط على ثروات الشعوب ومعايشهم, وبشيء من المحسوبية التي أدّت إلى تفشي ظاهرة البطالة واتساع رقعة الفقر.
ومن حينها بدأت أمد جسور العلاقة مع كثير من الشباب الناشطين, ومشايخ العلم المعتدلين, والقامات الثقافية والأكاديمية الوطنية من مختلف المشارب والتخصصات للاستفادة من أفكارهم النيرة, ومن أولئك الأعلام كُثر من حثّ على إخراج ما أحمل من أفكار في بحث منهجي لعلّ الناس ينتفعوا به, ومنهم من كان يزورنا بين الحين والآخر للإطلاع وإبداء الرأي, ومنهم من جنّد نفسه ووقته وساهم وثابر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً حتى تم كتابة السطور الأخيرة من إخراجه.
وقد عملنا في دراستنا على بحث مشروعية خروج الشباب ومشروعية مطالبهم, وأين الحق من كل ما يدعونا إليه أئمة تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى, وساسة كلٌ عينه على الآخر يتربصون ببعضهم البعض الدوائر..؟!, كما عرّجنا على أهل الكتاب من يهود ونصارى نظراً لأننا وإياهم نلتقي على كلمة لا إله إلّا الله والإسلام ديناً, مع الأخذ في الاعتبار بأننا قد التزمنا بالمنظور المنهجي معتمدين على شِرعَة ومنهاج الإسلام، ومنهجية ثورته الإنسانية الربانية في التغيير كدين ودولة.